طلب معاقبة من ساهم في انتهاكات ٩ مارس ٢٠١١

السيد المشير محمد طنطاوي: أكتب لسيادتكم عن الإنتهاكات المشينة والخطيرة التي تعرض لها عدداً من الشباب الذين كانوا يتظاهرون في ميدان التحرير يوم التاسع من مارس على أيدي فئات من الجيش. هذه العريضة تركز بشكل خاص على الإنتهاكات الوحشية المكثفة التي تعرضت لها المتظاهرات منهم والتي بجانب التعذيب الجسدي، قد شملت أساليب من التعذيب الجنسي المرفوض على المستوى العالمي والشرعي. أطلب من سيادتكم إتخاذ إجراءات سريعة وشديدة لمعاقبة من ساهم في هذه الكارثة الإنسانية التي تتنافى مع مكتسبات الثورة التي عاهدنا الجيش على صونها

لقد تم القبض على الفتيات وأخذ عدداً منهن إلى ملحق بالمتحف المصري وبعضهن تم إرسالهن إلى سجن "هايكستب" التابع للجيش حيث تم ضربهن و تعذيبهن بشحنات كهربائية على صدورهن وأرجلهن، وسبهن بألفاظ بذيئة، وإجبارهن على التجرد من ملابسهن وتفتيشهن أمام بعض الجنود الذين أخذوا في إلتقاط الصور لهن في هذا الوضع المذل. وكأن كل هذا العنف والإمتهان ليس بكافي، تمادى هؤلاء في الإنتهاكات الجنسية حيث تم إجبار الفتيات على الخضوع للكشف عن "عذريتهن"، و تهديدهن بالتعذيب وتلفيق قضايا دعارة لهن في حالة عدم كونهن عذارى و هو نوع من البلطجة الغير شرعية على أي مستوى بجانب إستخدامه في هذه الحالة ظلماً هدفه الترهيب

سيدي المشير، ما حدث هو بمثابة خيانة للثورة الكريمة التي قامت أولاً وأخيراً لإستعادة كرامة المواطن المصري التي باتت لا قيمة لها تحت النظام السابق. كرامة المرأة يا سيدي الكريم جزء لا يتجزأ من كرامة هذا الوطن. حماية استقرار مصر لا يبرر على الإطلاق هذه المعاملة الغير قانونية و التي تثير الكثير من القلق على مستقبل الدولة. فهناك أساليب متعددة للوصول لنتائج إيجابية ولكن في نطاق العدالة والأخلاقية. فقد قامت الثورة من أجل العدالة الإجتماعية و رفضاً للظلم والقهر والإمتهانات الإنسانية وهذا حق لكل إنسان، رجل كان أو امرأة، متظاهر كان أو حتى متهم. أنا واثقة أنك لا تقبل هذا النهج ومن ثم نرتقب الخطوات الجريئة التي ستتخذها لإسترداد كرامة الوطن الحبيب. ندعوا الله لكم بالتوفيق لإجتياز هذه المرحلة التاريخية بسلام