نداء حول أحداث 30 دجنبر 2007 بمقر الاتحاد الاشتراكي للقوا�

نداء حول أحداث 30 دجنبر 2007
بمقر الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بفاس
وقوفا على ما عرفه مقر حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بفاس من إنزال و تسخير لشرذمة مشبوهة مدججة بالأسلحة احتلت مدخل المقر صبيحة يوم الأحد 30 دجنبر 2007 حيث كان مقررا عقد مجلس الجهة بإشراف من المكتب السياسي للحزب و الذي تعرض في شخص موفده للتهديد و المنع من دخول مقر الحزب شأنه في ذلك شأن عدد من أعضاء مجلس الجهة بل وصل الأمر حد التحرش في الشارع العام بالأطر الحزبية و إشهار الأسلحة البيضاء الشئ الذي أحدث جوا من الرعب و الهلع لدى المناضلين المتواجدين آنذاك بجوار مقر الحزب و إزعاجا خطيرا لساكنة الحي. لقد شكل هذا السلوك الإرهابي إساءة خطيرة للحزب و تلطيخا لسمعته و قرنا لحزبنا بالعنف والانحراف.
تذكيرا بأن الاستبداد التنظيمي و الممارسات التسلطية العنيفة الآتية من عمق ثقافة تنظيمية سمتها الأساسية العنف و الاختطاف و التعذيب و التي عانى منها مناضلو الحزب و منهم الشهيد عمر بنجلون أصبحت اعتيادية و متكررة بمدينة فاس لتكريس التعالي السلطوي و فرض إيديولوجية الجبروت حيث تم اللجوء لنفس الممارسات باستعمال المليشيات و العصابات المسلحة و منع أعضاء الكتابة الإقليمية من دخول المقر خلال الانتخابات الجماعية لسنة 2003 مما شكل أحد العوامل الجوهرية لاندحار الحزب و تراجعه إقليميا. إن هذه السلوكات الإرهابية و الممارسات الإجرامية تتنافى مع أبسط الأعراف الديموقراطية و تشكل خطرا على حزب الاتحاد الاشتراكي بما تفضي إليه من توطيد لنرجسية معتنقيها مبيحة لهم التوغل في العنف.
تنبيها إلى أن مصادرة و مخزنة الحزب محليا من طرف "مافيا" لا تتورع عن اللجوء للقمع و الاعتداء النفسي و الجسدي في ظل سيادة منطق اللاعقاب كانت سببا مباشرا لانسحاب عدد من خيرة مناضلي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من الانخراط في المحطات التنظيمية أو الانتخابية كما أنها أثارت و لا تزال تثير استنكارو إدانة العاطفين و عموم المواطنين و نفورهم من اشخاص ترتبط أسماؤهم بالأذى و الإيذاء، يدفع حزبنا ثمن تسلطهم من رصيده الشعبي و مصداقيته الجماهيرية .
تشديدا على أن الموقعين أسفله يظلون متشبتين بانتمائهم أولا و قبل كل شئ للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بكل حمولاته التاريخية و هويته الاشتراكية الديموقراطيية الحداثية و ما يرمز إليه من قيم و أخلاق ومبادئ أساسها الاحترام و الحق في الاختلاف و التحلي بروح الحوار مؤكدين أن الحزب ملك للقوات الشعبية و ليس حكرا لشخص أو مجموعة متسلطة أو متسلقة تروم السطو على الحزب للحفاظ على مصالح مشبوهة .
استحضارا لدينامية التصحيح و إعادة البناء التي فتحت فسحة من الأمل لدى المناضلات و المناضلين الطامحين إلى مد جسور الحوار للمراهنة على مستقبل أفضل لحزبنا خدمة لمشروعه المجتمعي الحداثي و التقدمي و تخوفا من أن تكون أحداث 30 دجنبر 2007 صدمة نهائية بل و ذبحة حقيقية تتهدد وجود حزبنا بمدينة فاس.
فإننا :
1 ـ ندين بشدة و نطالب من كل المستويات التنظيمية الإدانةالصريحة لهذه الأعمال و نبذ كل أشكال العنف في العمل السياسي.
2 ـ نطالب بفتح تحقيق موضوعي و نزيه في أحداث 30 دجنبر و إجلاء الحقيقة كاملة و تحديد مسؤولية كل من دبر، شارك، حرض أو تغاضى عن مقترفي هذه الممارسات.
3 ـ نطالب باتخاذ ما يلزم من إجراءات صارمة في حق كل من ثبت تورطه بأي شكل من الأشكال و أيا كان موقعه التنظيمي أو التمثيلي تحصينا للسيرورة الإصلاحية و التجديدية التي ينبغي أن ينخرط فيها الحزب.
4 – نشدد على رفضنا أية تسويات قد تفرضها موازين قوى مفترضة على حساب المبادئ الأساسية و المؤسسة لحزبنا و الضوابط التنظيمية و نؤكد رفضنا كذلك أية مساومة قد تفضي إلى تجاوز ما جرى بدعوى توفير شروط إنجاح مجلس جهوي استدراكي .
5 – نرفض أي تعامل مع الأجهزة التنظيمية المحلية الحالية في ظل أجواء الإرهاب و التهديد إلى حين اتخاذ القرارات الصارمة اللازمة في حق المتورطين و المتآمرين.
6 – ندعو كافة المناضلات و المناضلين إلى الانخراط في حوار جدي هادئ و هادف بعيدا عن الأجواء المشحونة و من جميع قنوات التواصل للخروج من وضع الجمود الممنهج و شغل مساحات الفعل النضالي عن طريق النقاش الفكري في قطيعة تامة مع محاولات التوظيف الزبوني المشين أو وصاية التسلط الأبوي العقيم أو التواطؤات السياسية الانتهازية.